الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: البديع **
وهذا الباب ينقسم على ثلثة أقسام فمن الباب ما يوافق آخر كلمة فيه أخر كلمة في نصفه الأول مثل قول الشاعر من الكامل ومنه ما يوافق آخر كلمة منه أول كلمة في نصفه الأول كقوله من الطويل سريع إلى ابن العم يشتم عرضه وليس إلى داعى الندى بسريع ومنه ما يوافق آخر كلمة فيه بعض ما فيه كقول الشاعر من الوافر عميد بني سليم أقصدته سهام الموت وهي له سهام وقال الله تعالى أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا. وقال عز وجل لا تفتروا على الله كذباً فسيحتكم بعذاب وقد خاب من افترى. وقال تقدست أسماؤه ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون. وفي الحديث من مقت نفسه فقد آمنه الله من مقته. وقال طفيل من الطويل محارمك أمنعها من القوم إنني أرى حقبة قد ضاع فيها المحارم وقال عمرو بن أحمر من الطويل تغمرت منها بعد ما نفد الصبى ولم يرو من ذي حاجة من تغمرا وقال الحطيئة من الطويل تدرون إن شد العصاب عليكم ونأبى إذا شد العصاب فلا ندر وقال الفرزدق من البسيط وقال الأعشى ميمون بن قيس من المتقارب كتوم الرغاء إذا هجرت وكانت بقية ذود كتم وقال جرير من الطويل سقى الرمل جون مستهل ربابه وما ذاك إلا حب من حل بالرمل المحدثون. قال أبو نواس من المديد ظن بي من قد كلفت به فهو يجفوني على الظنن وقال في الخمر من الكامل رقت ورقت مذقة من مائها والعيش بين رقيقتين رقيق وقال مسلم من الطويل تبسم عن مثل الأقاحى تبسمت له مزنة صيفية فتبسما وليلة مات اللهو إلا بقية تداركها طيف ألم فسلما مزيدك عندي أن أقيك من الردى وإن كان شجواً أن أكون المقدما أردنا من هذه الأبيات البيت الأول. وقال محمد بن أبي أمية الكاتب من المديد حسن ذاك الوجه لا يسلمني أبداً منه إلا غير حسن طلوب ومطلوب إليه إذا غدا وخير خليليك الطلوب المطلب. وقال منصور بن الفرج من الوافر مفيد إن تزوره وأنت مقوٍ تكن من فضل نعمته مفيدا حميد حين تكثر ذم صرف لدهر لا ترى فيه حميدا وإن فقد الربيع وكل خصب فليس ربيع كفيه فقيدا وفود أملوك أبا عليٍ ولولا أنت ما كانوا وفودا وقال في صفة الشيب من الخفيف يا بياضاً أذرى دموعي حتى عاد منها سواد عيني بياضا وقال أيضاً من الوافر شريف لا ترى قولاً وفعلاً ولا خلقاً له إلا شريفا وقال أبو الغمر الطهوي من الخفيف ما لجنية المحاسن لا تأ - وى لخرقٍ كأنه جنى وقال أحمد بن يوسف في بعض كتبه فشكر الله لك ما أصبحت مشكوراً به. وكتب بعضهم إن الشكر من الله بأحسن المواضع فازدد منه تزدد به وحافظ عليه تحفظ به. وقال بعض تقاصرت همم الأملاك عن ملكٍ أمسى الرجاء عليه وهو مقصور فوفره بين أهل العرف منتهب وعرضه عن لسان الذم موفور وقال أبو نواس من السريع من لم يطب في الناس يومئذ من ريحه إن مر لم يطب وقال البحتُري من الطويل أنائل جاوزت الأحَص وأهله وما جدت للصبّ المشوق بنائل وقال الطائي في الربيع من الطويل أسائلكم ما باله حكم البلى عليه وإلا فاتركوني أسائله وقال أيضاً من الطويل ومن كان بالبيض الكواعب مغرما فما زلت بالبيض القواطع مغرما ومن تيمت سمر الحسان فؤاده فما زلت في السمر العوالي متيما تجشم حمل الفادحات وقلما أقيمت صدور المجد إلا تجشما وقال أيضاً من الطويل إلى سالم الأخلاق من كل عائب وليس له مال على الجود سالم وقال من البسيط إن ينج منها أبو نصرٍ فعن قدرٍ ينجى الرجال ولكن سله كيف نجا وقال آخر وأظنه متقدماً لسلمة بن عباس من الطويل سمين قريش مانع منك غثه وغث قريش حيث كان سمين وقال البحتري من الكامل سلبوا وأشرقت الدماء عليهم محمرةً فكأنهم لم يسلبوا وقلت من البسيط يا دائم الهجر والتجني دعني من الهجر أو فدعني فر فؤادي إليك مني فسله عما أردت مني ومن المعيب منه في الكلام أو الشعر قول ذي نواس البجلي من الطويل يتيمني برق المباسم بالحمى ولا بارق إلا الكريم يتيمه وهذا قد جمع على غثاثته بابين من بديع الكلام وهما هذا الباب وباب الاستعارة. وقال منصور بن الفرج من البسيط زرناك شوقاً ولو أن النوى نشرت بسط الملا بيننا بعداً لزرناك
وهو مذهب سماه عمرو الجاحظ المذهب الكلاميّ. وهذا باب ما أعلم أني وجدت في القرآن منه شيئاً وهو ينسب إلى التكلف تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. المتقدمون. قال أبو الدرداء إن أخوف ما أخاف عليكم أن يقال علمت فماذا علمت. وقال الفرزدق من الطويل لكل امرءٍ نفسان نفس كريمةٌ وأخرى يعاصيها الفتى ويطيعها ونفسك من نفسيك تشفع للندى إذا قل من أحرارهن شفيعها وقال عمر لعبد الله بن عباس من ترى أن نوليه حمص فال رجلاً صحيحاً منك صحيحاً لك قال كن أنت ذلك الرجل قال لا ينتفع بي مع سوء ظني في سوء ظنك بي. المحدثون. قال أبو عبد الرحمن العطوي من الخفيف فوحق البيان يعضده البر - هان في مأقط ألد الخصام ما رأينا سوى الحبيبة شيئاً جمع الحسن كله في نظام هي تجري مجرى الأصالة في الرأ - ي ومجرى الأرواح في الأجسام وقال إبراهيم بن المهدي للمأمون من البسيط ألبر بي منك وطا العذر عندك لي فيما فعلت فلم تعذل ولم تلم وقال إبراهيم بن العباس من الطويل وعلمتني كيف الهوى وجهلته وعلمكم صبري على ظلمكم ظلمي وأعلم ما لي عندكم فيميل بي هواي إلى جهلي فأعرض عن حلمي وقال أبو نواس من الخفيف إن هذا يرى ولا رأى للأح - مق أني أعده إنسانا ذاك في الظن عنده وهو عندي كالذي لم يكن وإن كان كانا وقال الطائي من الكامل ألمجد لا يرضى بأن ترضى بأن يرضى المؤمل منك إلا بالرضى وبلغنا أن إسحاق بن إبراهيم رأى حبيب الطائي ينشد هذا وأمثاله عند الحسن بن وهب فقال يا هذا شددت على نفسك. ولما ودع المأمون الحسن بن سهل مخرجه إلى بغداد فقال له المأمون يا أبا محمد ألك حاجة قال نعم يحفظ على قلبك ما لا أستعين على حفظه إلا بك. وكتب أحمد بن يوسف إسحاق بن إبراهيم الموصلي وقد زاره إبراهيم بن المهدي عندي من أنا عنده وحجتنا عليك إعلامنا ذلك إياك والسلام. وقال إبراهيم بن العباس من المتقارب ولما نأت كيف كنا لها ولما دنت كيف كنا بها وكتب بعضهم إلى صاحب له ارض بما حكم به الحق في أمرك أكن بالمكان الذي أنزلني به الحق بيني وبينك. وقلت في هذا الباب من المجتث أسرفت في الكتمان وذاك مني دهاني كتمت حبك حتى كتمته كتماني ولم يكن لي بد من ذكره بلساني ما عيب من ذلك. كتب إلى بعض أهل زماننا أطال الله بقاءك منشئاً لك ريح عز لا يعدم هبوبها ومطلعاً لنعمتك شمس نصرة يؤمن غروبها وأراك أمنيتك ببلوغكهما قد جعل الله إبداءك وإعادتك في الجود أذاناً وإقامةً يدلان العفاة إلى مباءتك للري من ساحتك ولما رأيت ذكرك عطراً ولمن رجاك ستراً جئتك ظامئاً مستسقياً ماء أنعمك وغير غرو أن أكون ممن يمدحك بمبلغ طاقته وفرط محبته فإن رأيت أعزك الله أن تقرأ رقعة وليكن شعره فعلت إن شاء الله وصلى الله على محمد نبيه والسلام كثيراً. وفي هذا الباب استعارة وتعقيد أيضاً على بغضه كما ترى. وكتب الحسن بن وهب إلى صديق له استزاره لما أذن الله في النهوض إليك أحدث القدر ما لم أكن أحتسبه من شغل يعم قلبي فلا أجد بقية تتذوقك فكرهت أن آتيك على هذه الحال فيكون نظري إليك حسرة يلجلجها الضمير إذا كان الشغل حاجباً عن استقصائك بكنهك. وللحكم بن فلا تسدوا فمالي غيركم أمل علي بالصد مجرى ريح آمالي وقلت لسليمان الطبيب كما أكل من الرطب فقال سبعين يعني أربعة عشرة رطبة. وممن أساء في هذا المعنى العلوي الكوفي حيث يقول من البسيط أشكو إلى الله قلباً لو كحلت به عينيك لاكتحلت من حره بدم وقال آخر من الطويل نعم منك كانت مثل لا إذ بلوتها فما لنعم عندي على لاء من فضل قد قدمنا أبواب البديع الخمسة وكمل عندنا وكأنى بالمعاند المغرم بالاعتراض على الفضائل قد قال البديع أكثر من هذا وقال البديع باب أو بابان من الفنون الخمسة التي قدمناها فيقل من يحكم عليه لأن البديع اسم موضوع لفنون من الشعر يذكرها الشعراء ونقاد المتأدبين منهم فأما العلماء باللغة والشعر القديم فلا يعرفون هذا الاسم ولا يدرون ما هو وما جمع فنون البديع ولا سبقني إليه أحد وألفته سنة أربع وسبعين ومائتين وأول من نسخه مني علي بن هرون بن يحيى بن أبي المنصور المنجم ونحن الآن نذكر بعض محاسن الكلام والشعر ومحاسنها كثيرة لا ينبغي للعالم أن يدعى الإحاطة بها حتى يتبرأ من شذوذ بعضها عن علمه وذكره وأحببنا لذلك أن تكثر فوائد كتابنا للمتأدبين ويعلم الناظر أنا اقتصرنا بالبديع على الفنون الخمسة اختباراً من غير جهل بمحاسن الكلام ولا ضيق في المعرفة فمن أحب أن يقتدي بنا ويقتصر بالبديع على تلك الخمسة فليفعل ومن أضاف من هذه المحاسن أو غيرها شيئاً إلى البديع ولم يأتي غير رأينا فله اختياره.
وهو انصراف المتكلم عن المخاطبة إلى الإخبار وعن الإخبار إلى المخاطبة وما يشبه ذلك من الالتفات الانصراف عن معنى يكون فيه إلى معنى آخر. قال الله جل ثناءه حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة. وقال إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ثم قال وبرزوا لله جميعاً. وقال جرير من الوافر متى كان الخيام بذي طلوحٍ سقيت الغيث أيتها الخيام أتنسى يوم تصقل عارضيها بعود بشامة سقى البشام قال من الكامل ودعا الزبير فما تحركت الحبى. ثم رجع إلى المخاطبة فقال . لو سمتهم أكل الخزير لطاروا وقال الطائي من الطويل وأنجدتم من بعد إتهام داركم فيا دمع أنجدني على ساكني نجد طرب الحمام بذي الأراك فشاقني لا زلت في غلل وأيك ناضر ومن محاسن الكلام أيضاً والشعر اعتراض كلام في كلام لم يتمم معناه ثم يعود إليه فيتممه في بيت واحد كقول بعضهم من الطويل فظلوا بيوم دع أخاك بمثله على مشرع يروى ولما يصرد وقال كثير من الوافر لو أن الباخلين وأنت منهم رأوك تعلموا منك المطالا وقال النابغة الجعدي من الوافر ألا زعمت بنو سعد بأني ألا كذبوا كبير السن فان ومنها الرجوع وهو أن يقول شيئاً ويرجع عنه كقول بشار من الكامل نبئت فاضح أمه يغتابني عند الأمير وهل عليه أمير وقال أبو نواس من الرجز يا خير من كان ومن يكون إلا النبي الطاهر الأمين إمام عدل ما له قرين أستغفر الله بلى هرون وقال آخر من الطويل وقال بعضهم ما معك من العقل شيء بلى مقدار ما تجب الحجة به عليك والنار لك. ومنها حسن الخروج من معنى إلى معنى قال بعضهم من الطويل إذا ما اتقى الله الفتى وأطاعه فليس به بأس وإن كان من جرم وقال بشار من الطويل خليلى من جرم أعينا أخاكما على دهره إن الكريم معين ولا تبخلا بخل ابن قرعة إنه مخافة أن يرجى نداه حزين إذا جئته في الحق أغلق بابه فلم تلفه إلا وأنت كمين وقال آخر ويقال أنه السموءل بن عاديا اليهودي من الطويل وإنا لقوم ما نرى القتل سبة إذا ما رأته عامر وسلول وقال زهير من البسيط إن البخيل ملوم حيث كان و ل - كن الجواد على علاّته هرم ومنه قول حسان من الكامل إن كنت كاذبة التي حدثتنا فنجوت منجى الحارث بن هشام وقال الطائي من الكامل وقال أبو العتاهية من المتقارب وأحببت من حبها الباخلين حتى ومقت ابن سلم سعيدا إذا سيل عرفاً كسا وجهه ثياباً من المنع صفراً وسودا يغير على المال فعل الجواد وتأبى خلائقه أن تجودا وقال إسحق الموصليّ يصف السكر من الطويل فما ذر قرن الشمس حتى كأننا من العي نحكي أحمد بن هشام ومنها تأكيد مدح بما يشبه الذم كقول الذبياني من الطويل ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب وكقول الجعدي من الطويل فتى كملت أخلاقه غير أنه جواد فما يبقى من المال باقيا ومنها تجاهل العارف كقول زهير من الوافر وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء وقال ابن أبي أمية من الطويل فديتك لم تشبع ولم ترو من هجري أتستحسن الهجران أكثر من شهر وقال آخر من البسيط إن لم يكن لبن الدايات غيره عن فعل آبائه الغر الميامين فربما غاب بعل عن حليلته فناكها بعض سواس البرازين ومنها هزل يراد به الجد. قال أبو العتاهية من البسيط أرقيك أرقيك بسم لله أرقيكا من بخل نفس لعل لله يشفيكا ما سلم نفسك إلا من يتاركها وما عدوك إلا من يرجيكا وقال أبو نواس من الطويل إذا ما تميمي أتاك مفاخراً فقل عد عن ذا كيف أكلك للضب وقال أيضاً للفضل بن الربيع من الوافر ولى حرم فلا تتغط عنها لتدفع حقها دفع الغريم تغافل لى كأنك واسطي وبيتك بين زمزم والحطيم وقال آخر من المديد من رأى فيما رأى رجلاً تيهه مرب على جدته يتباهى راجلاً وله شاكري في قلنسوته ولقد سما للخرمى فلم يقل بعد الوغا لكن تضايق مقدمى وقال من الطويل إذا دله عزم على الجود لم يقل غدا عودها إن لم تعقها العوائق ولكنه ماضٍ على عزم يومه فيفعل ما يرضاه خلق وخالق وقال آخر من السريع عوذ لما بت ضيفاً له أقراصه بخلاً بياسين فبت والأرض فراشي وقد غنت قفا نبك مصاريني ومنها التعريض والكناية. قال علي رضى لله عنه لعقيل ومعه كبش له أحد الثلثة أحمق فقال عقيل أما أنا وكبشي فعاقلان. وكان عروة بن الزبير إذا أسرع إليه إنسان بسوء لم يحببه ويقول أنى لأتركك رفعاً لنفسي عنك فجرى بينه وبين على بن عبد لله بن عباس كلام فأسرع إليه عروة بسوء فقال إنى أتركك لما تترك الناس له فاشتد ذلك على عروة. وقال بعض ولد العباس بن محمد لابنه يا بن الزانية فقال الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك. وقال بشار من الخفيف وإذا ما التقى ابن أعيا وبكر زاد في ذا شبر وفي ذاك شبر أراد أنهما يتبادلان. وقال عباس بن الفضل يهجو رجلاً من السريع وقال أبو نواس في جلد عميرة من الطويل إذا أنت أنكحت الكريمة كفؤها فأنكح حبيشاً راحة ابنة ساعد وقل بالرفا ما نلت من وصل حرة لها راحة حفت بخمس ولائد وقال آخر في حجام من الطويل أبوك أب ما زال للناس موجعاً لأعناقهم نقر كما ينقر الصقر إذا عوج الكتاب يوماً سطورهم فليس بمعوج له أبداً سطر ومنها الإفراط في الصفة. فممن ملح في هذا المعنى إبراهيم ابن العباس الصولى في قوله من المديد يا أخاً لم أرفى الناس خلاً مثله أسرع هجراً و وصلا كنت لى فى صدر يومى صديقاً فعلى عهدك أمسيت أم لا وقال أبو نواس من الكامل ملك أغر إذا احتبى بنجاده غمر الجماجم والسماط قيام ثم أسرف الخثعمي حتى خرج عن حد الإنسان فقال من الكامل يدلي يديه إلى القليب فيستقى في سرجه بدل الرشاء المكرب تبكى السموات إذا ما دعاه وتستعيذ الأرض من سجدته إذا اشتهى يوماً لحوم القطا صرعها في الجو من نكهته وقال آخر من الطويل وأقسم لو خرت من أستك بيضة لما انكسرت من قرب بعض إلى بعض وقيل في كثير وكان قصيراً من الطويل قصير القميص فاحش عند بيته يعض القراد باسته وهو قائم وقال آخر من البسيط يا حابس الروث في أعفاج بغلته خوفاً على الحب من العصافير وقال أبو نواس يصف قدراً صغيرة من الطويل يغص بحيزوم الجرادة صدرها وينضج ما فيها بعود خلال وتغلى بذكر النار من غير حرها وتنزلها عفواً بغير جعال هي القدر قدر الشيخ بكر بن وائل ربيع اليتامى عام كل هزال وقال اسحاق بن إبراهيم الموصلي قالت سعدة بنت عبد الله بن سالم لقيت سكينة بنت الحسين صلوات لله عليه بين مكة والمدينة فقالت قفى يا بنت عبد الله ثم سفرت عن وجه ابنتها وإذا هي قد أثقلتها بالدر وقالت ما ألبستها إياه إلا لتفضحه. وكانت امرأة من العجم حسناء فكانت لا تظهر في بيتها إذا طلع القمر والشمس فقيل لها في ذلك فقالت أخاف أن تكسفانى. وقال الفرزدق يصف إبلهم من الطويل ألم تعلما يا بن المجشر انها إلى السيف تستبكي إذا لم تعقر وقال هدبة العذري من الطويل بإجانة لو أنه خر بازل من البخت فيها ظل للجنب يسبح وصف أعرابي فرساً فقال إن الوابل ليصب عجزه فما يبلغ معرفته حتى أبلغ ما أريد. وقال المؤمل من الخفيف من رأى مثل حبتى تشبه البدر إذ بدا تدخل اليوم ثم تد - خل أردافها غدا وقال عباس الخياط من الرمل لأبي عيسى رغيف فيه خمسون علامة فعلى جانبه الوا - حد لقيت الكرامة ثم لا ذاقك لي ضيف إلى يوم القيامة وقال أيضاً يهجو إماماً بطيء القراءة من المنسرح إن قرأ العاديات في رجب لم يقر آياتها إلى رجب بل هو لا يستطيع في سنة يختم تبت يدا أبي لهب وقال أعرابي في وصف امرأة ما يمس ثوبها منها إلا مشاش منكبيها وحلمتي ثدييها ورانفتى أليتيها. ومنها حسن التشبيه. نبدأ بإمام الشعراء قال امرء القيس من المتقارب ومسرودة السك موضونة تضآل في الطِىّ كالمبرد تفيض على المرء أردانها كفيض الأتي على الجدجد وقال من الطويل كأن قلوب الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العناب والحشف البالي وقال يصف الناقة من الطويل كأن حصى المعزاء بين فروجها إذا أخذفته رجلها خذف أعسرا كأن صليل المرو حين تشذه صليل زيوف ينتقدن بعبقرا وقال الراعي من الكامل في مهمهٍ قلقت به هاماتها قلق الفؤوس إذا أردن نصولا تقلقل من ضغم اللجام لهاته تقلقل عود المرخ في الجعبة الصفر وقال النابغة الذبياني من الطويل تراهن خلف القوم زوروا عيونها جلوس الشيوخ في مسوك الأرانب وقال زهير من الطويل بكرن بكوراً واستحرن بسحرةٍ فهن بوادي الرس كاليد في الفم ومن التشبيهات العجيبة قول ابن مقبل من البسيط وللفؤاد وجيب تحت أبهره لدم الغلام وراء الغيب بالحجر وقال رؤبة من الرجز حتى رأين هامتي كالطس جلحاء جلهاء كظهر العس وقال زهير في الحمار والأتن من المتقارب تبادرن جرياً يبادرنه كقرع القليب حصى القاذفينا وتحسب بالفجر تعشيره تغرد أهوج في منتشينا وقال الأعشى من الطويل وعريت من ملك وخير جمعته كما عريت مما تمر المغازل يمشي كمشىٍ نعامتي - ن تتابعان أشق شاخص ومن تشبيهات عنترة بن شداد العبسي من الكامل جادت عليه كل بكرٍ حرةٍ فتركن كل قرارةٍ كالدرهمِ وفي الذباب من الكامل هزجاً يحك ذراعه بذراعه قدح المكب على الزناد الأجذم وفي الغراب من الكامل حرق الجناح كأن لحيى رأسه جلمان بالأخبار هش مولعُ إن الذين نعبت لي بفراقهم هم أسهروا ليلى التمام وأوجعوا وقال الفرزدق من الطويل بني دارم ما تأمرون بشاعرٍ برود الثنايا ما يزال مزعفرا إذا ما هو استلقى رأيت سلاحه كمقطع عنق الناب أسود احمرا وقال الطرماح في الثور من الكامل يبدو وتضمره البلاد كأنه سيف على شرف يسل ويغمد وكتب مروان إلى بعض الخوارج إني وإياك كالزجاجة والحجر إن وقع عليها رضها وإن وقعت يكب في دوحه للأذقان شحذ المواسي حجام الرهبان ومن عجائب التشبيه قول عدي بن الرقاع من الكامل تزجى أغن كأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها وقال آخر يصف صوت شخب الضرع من الرجز كأن صوت شخبها غديه حفيف ريح أو كشيش حية وقال حسان من الكامل بزجاجةٍ رقصت بما في قعرها رقص القلوص براكبٍ مستعجل وقال جرير من الوافر لها برص بأسفل إسكتيها كعنفقة الفرزدق حين شابا وقال عبد الله بن الزبير الأسدي من الطويل وأنتم بني حام بن نوح أرى لكم شفاهاً كآذان المشاجر ورما المحدثون. ومن أحسن التشبيه قول بشار من الوافر كأن فؤاده كرة تنزى حذار البين لو نفع الحذار وقال عبد الله الصمد يصف ذنب العقرب من الرجز وقال منصور بن الفرج من الكامل تأته يك منه ربعك مخصباً والأرض مجدبة كخد الأمرد طلب المحامد جاهداً وهي التي لا يحتويها طالب لم يجهد وقال العلوي الإصفهاني من الطويل كأن انتصار البدر من تحت غيمه نجاء من البأساء بعد وقوع ومما يستحسن من التشبيه قول أبي نواس من الرجز لما تبدى الصبح من حجابه كطلعة الأشمط من جلبابه وقال في الطير من الرجز كأنما يصفر من ملاعق صرصرة الأقلام في المهارق وقال يصف الطير إذا أحست بالبازى من السريع وهن يرفعن صراخاً كما يصوت في الشعب الملبونا ومن التشبيه الحسن قول البحتري من الكامل تخفى الزجاجة نورها فكأنها في الكف قائمة بغير إناء وقال أبو نواس في ناقة من المنسرح وأنشد الأسدي من الطويل إذا نحن رمنا هجرها ضم حبها صميم الحشا ضم الجناح الخوافيا وقال آخر من الطويل عشىّ وداعٍ قبحت من عشية ولكنها لا قبحت من مودع كأن انحدار الدمع منها تعده لها ذات عقد قيل عدي فأسرعي وقال آخر من الخفيف لعن الله لا فلا خلقت خلقة الجلم إنها تقرض الجميل وتأبى على الكرم وقال أبو نواس من الكامل وإذا قصرت لها الزمام سما لها فوق المقدم ملطم حر وكأنها مصغٍ لتسمعه بعض الحديث بأذنه وقر ومن عجائب التشبيه قوله أيضاً من السريع تبكي فتذرى الدر من نرجسٍ وتلطم الورد بعنابِ وقال آخر من الكامل وقال آخر في البرق من الرجز وتارةً ينبض باستخفاء كلمحة من ذي هوىً مرائي أسرها خوفاً من الأعداء ومن إعنات الشاعر نفسه في القوافي وتكلفه من ذلك ما ليس له قول رافع بن هريم اليربوعي من الطويل فإلا تحاموني تصبكم بعرةٍ مفارقتي أو تقبسوا من شراريا إذا صار لوني كل لون وبدلت نضارة وجهي مخضباً باصفراريا فسرى كإعلاني وتلك سجيتي وظلمة ليلي مثل ضوء نهاريا بني عاصم من ترسلون. مع الخيل يجري مثل ما كنت جاريا له مثل طرفي سامياً عند غايتي وطول عناني وارتفاع عذاريا ونحسي ورائي من عرام جماعة شياطين. بشهبان ناريا وقال آخر من الطويل يقولون في البستان للعين لذةٌ وفي الخمر والماء الذي غير آسن عصاني قومي والرشاد الذي به أمرت ومن يعص المجرب يندم فصبراً بني بكرٍ على الموت إنني أرى عارضاً ينهل بالموت والدم وأنشد إسحق بن إبراهيم الموصلي من الوافر إذا ما كنت يوماً مستضافاً فقل للعبد يسقِى القوم برّا فحسن البر مكرمة ومجد ومدفأةٌ إذا ما خفت قُرّا ومنها حسن الابتدآت. قال النابغة من الطويل كليني لهمٍ يا أُميمةَ ناصب وليلٍ أقاسيه بطئ الكواكبِ وقال الأعشى من الطويل كفى بالذي تولينه لو تحببا وقال بعض المحدثين من الطويل كأن اللواتي قلن لي أتسير غُصون رمالٍ فوقهن بدور وقال أبو تمام من الطويل أجل أيها الربع الذي خف آهله لقد أدركت فيك النوى ما تحاوله وقال أيضاً من الكامل وقال أيضاً من البسيط يا بعد غاية دمع العين إذ بعدوا هي الصبابة طول الدهر والكمدُ وقال أيضاً من الكامل بأبي وغير أبي وذاك قليلُ ثاوٍ عليه ثَرَى النِبّاح مَهيلُ وقال أبو حية من الطويل ألا حَىِّ من أجل الحبيب المغانيا لبسن البلى ممّا لبسن اللياليا وهذا أيضاً يدخل في باب اعتراض كلام في كلام ثمّ يعود الشاعر فيتمم الكلام. وقال عبد الله بن محمد بن أبي عيينة المهلبي من البسيط من أقعدته صروف الدهر لم ينمِ أعاذنا الله تعالى من جميع الآفات ووفقنا وجميع أصدقائنا للخيرات بمنه ولطفه. على محمد وآله
|